يُعاني مُصابو السمنة المفرطة والوزن الزائد مشكلات صحية عدة تتعلق بالتأثير السلبي لأوزانهم على صحتهم، ومن أشهر المشكلات الصحية المرتبطة بالوزن أمراض وإصابات العظام، ومنها: انزلاق غضاريف العمود الفقري، لاسيما الانزلاق الغضروفي القطني.
في السطور التالية سنوضح لكم العلاقة بين الوزن الزائد والانزلاق الغضروفي القطني، وكيف تؤثر السمنة سلبًا على صحة العمود الفقري والفقرات.
دور العمود الفقري في حفظ شكل وتوازن الجسم في أثناء الحركة
لا شك أن الجهاز الهيكلي والعظام بالكامل لها أهمية كبرى في حفظ الشكل الطبيعي والمتوازن للجسم، ولكن أهميتها لا تُضاهي أهمية العمود الفقري، فهو المسؤول بشكل أساسي عن الصورة الطبيعية المتناسقة لشكل الجسم.
ولا تقتصر أهمية العمود الفقري على الحفاظ شكل الجسم فقط، بل هو مسؤول عن مرور الألياف العصبية التي تحمل الإشارات من المخ إلى جميع أجزاء الجسم، عن طريق القناة العصبية التي تمر بطول فقرات العمود الفقري.
لذا فإن الإصابة بالانزلاق الغضروفي القطني لن يؤثر بالسلب على شكل الجسم فقط بل له تأثير أكثر خطورة على الأعصاب الممتدة من القناة العصبية بالعمود الفقري إلى الساقين.
“السمنة المفرطة” أشهر أسباب الإصابة بالانزلاق الغضروفي القطني
أسباب الإصابة بالانزلاق الغضروفي معروفة منذ الأزل، والتي عادةً ما ترتبط بتقدم العمر ووهن الجسم، أو التعرض للحوادث الكبرى التي تؤدي إلى تهشم بعض الفقرات أو تزحزح الغضاريف الفاصلة بين فقرات العمود الفقري.
إلا أن تلك لم تكن الأسباب الوحيدة لانزلاق الغضاريف، بل إن لها أسبابًا أخرى أشهرها: السمنة المفرطة وزيادة وزن الجسم.
الآثار السلبية للإصابة بالسمنة على صحة العمود الفقري
من الوظائف الأساسية للعمود الفقري تحمل وزن الجزء العلوي من الجسم، لذا مع زيادة كيلوجرامات الجسم يزداد الحمل على فقرات العمود الفقري المتتالية ويزيد ضغطها على الغضاريف الفاصلة بينها.
بمرور الوقت يتسبب الضغط الزائد على الغضاريف في انزلاق المادة الجيلاتينية الموجودة داخل الغضروف عن الكبسولة المحيطة بها وتخرج عن الحيز المحدد لها إلى فراغ القناة العصبية الذي تمر به الأعصاب إلى الساقين فتضغط عليها.
بمجرد لمس وضغط مادة الغضاريف الجيلاتينية على الأعصاب يشعر مُصاب الانزلاق الغضروفي القطني بآلام شديدة تمتد من مكان الانزلاق الغضروفي القطني إلى الإليتين والساقين.
أعراض الانزلاق الغضروفي القطني
بعد أن وضحنا ما هو الانزلاق الغضروفي القطني، لنبدأ في السطور التالية بشرح الأعراض المُصاحبة له.
- الشعور بآلام حادة في الظهر -منطقة الانزلاق-.
- آلام الساقين وصعوبة الحركة نتيجة انزلاق الغضاريف وضغطها على جذور الأعصاب.
- الشعور بوخز وتنميل ينتشر في الجزء الذي تمتد به الأعصاب التي يؤثر عليها الانزلاق.
- ضعف العضلات المُحيطة بمنطقة الأعصاب.
طرق التعامل مع أصحاب الوزن الزائد للتخلص من الانزلاق الغضروفي القطني
أغلبية المُصابين بالوزن الزائد يُدركون جيدًا الخطر الذي يداهمهم، سواءًا في احتمالية الإصابة بالانزلاق الغضروفي القطني أو غيره من مخاطر السمنة على صحة القلب والأوعية الدموية، ولكنهم لا يعرفون جيدًا ما يتوجب عليهم فعله.
لذا يقع على عاتق الطبيب إرشادهم إلى أيسر السُبل التي يستطيعون من خلالها خسارة أوزانهم الزائدة للتخلص من آلام الانزلاق الغضروفي القطني والحصول على نتائج فعالة للعلاج.
في حال أن كانت زيادة الوزن طفيفة، فقد يُشير عليك الطبيب بنظام غذائي محدد يُساعدك على خسارة تلك الدهون البسيطة.
بينما إن كنت تعاني من السمنة المفرطة فقد يكون اللجوء إلى إحدى جراحات السمنة وانتظار نتائجها للتخلص من الوزن الزائد أفضل الحلول لضمان نجاح علاج الانزلاق الغضروفي القطني.
أهمية تقنية التردد الحراري في السيطرة على آلام الانزلاق الغضروفي القطني
قد يتسغرق التخلص من الوزن الزائدة فترة طويلة نسبيًا، خلال تلك الفترة قد يصعب على المُصاب تحمل أعراض الانزلاق الغضروفي، خاصةً الشعور بالألم، لذا يُنصح بالخضوع إلى تقنية التردد الحراري.
تُسهم تقنية التردد الحراري في مساعدة مُصابي الانزلاق الغضروفي على التخلص من الألم، سواءًا بالقرب من موضع الإصابة أو حتى الألم المنتشر في الساقين عند الحركة.
ويعتمد إجراء التقنية على الحد من النبضات التي تُرسلها جذور الأعصاب المُحيطة بموضع انزلاق الغضاريف إلى المخ، وهي النبضات التي تُسبب شعور المريض بالألم.
هل لاستخدام التردد الحراري آثار جانبية؟
قد يشعر مُصاب الانزلاق الغضروفي القطني بالخدر في مكان إجراء جلسة التردد الحراري، إلا أن ذلك لن يدوم طويلًا، وسيستعيد المريض إحساسه الطبيعي في هذا الموضع بعد انقضاء فترة قصيرة على الجلسة.
يمكنكم معرفة المزيد عن الانزلاق الغضروفي وأسبابه وطرق العلاج عبر قراءة مقالنا بعنوان “الانزلاق الغضروفي في الظهر“، ويمكنكم تصفح مدونة موقع Neurosurgery clinics للتعرف على التقنيات المختلفة المستخدمة في علاج الألم.
